آخر الأحداث والمستجدات
غرفة الجنايات الإستئنافية تراجع حكم قاتل أخته بمكناس
راجعت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، القرار المطعون فيه بالاستئناف الصادر في الملف الجنائي الابتدائي رقم 13/18(خلية نساء)، القاضي بإدانة المتهم (أ.س) بعشرين سنة سجنا، بعد مؤاخذته من أجل جناية الضرب والجرح العمديين بالسلاح الأبيض المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه، وخفضت العقوبة إلى 15 سنة سجنا، مع الصائر والإجبار في الأدنى.
وكما كان عليه الحال خلال جلسة محاكمته ابتدائيا، اعترف المتهم بالمنسوب إليه جملة وتفصيلا، مصرحا أنه نادم على ما صدر منه في حق أخته، مؤكدا أنه لم تكن له نية إزهاق روحها، إذ قال بالحرف «أنا نادم بزاف على هاد الشي اللي درت، كنطلب من المحكمة تشوف من حالي»، ما جعل دفاعه المعين في إطار المساعدة القضائية يلتمس من الغرفة تمتيعه بأقصى ما يمكن من ظروف التخفيف، وبالتالي التصريح بخفض العقوبة، فيما التمس ممثل النيابة العامة تأييد القرار مع الرفع من العقوبة.
ويستفاد من محضر الضابطة القضائية، المنجز من قبل شرطة مكناس، أن المصالح الأمنية بالمدينة أشعرت بتعرض فتاة للضرب والجرح بالسلاح الأبيض، ويتعلق الأمر بالمسماة (ف.ل)، التي لفظت آخر أنفاسها داخل سيارة الإسعاف وهي في طريقها إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بمكناس، متأثرة بالطعنات التي وجهها إليها أخوها من جهة الأم (أ.س) بعنقها وثديها الأيسر، حسب تقرير التشريح الطبي الذي خضعت له جثة الضحية، والذي أكد أن الوفاة ناتجة عن نزيف داخلي حاد في الصدر.
وعند الاستماع إليه تمهيديا في محضر قانوني، صرح المتهم (أ.س)، من مواليد 1988 بسيدي قاسم، أنه أثناء وجوده بالدار البيضاء حيث كان يشتغل مياوما، بلغ إلى علمه أن أخته الضحية غابت عن المنزل لمدة خمسة أيام كاملة، وبعد رجوعها وقع لها خلاف مع والدتها، ما دفعها إلى الذهاب عند أخويها بطنجة، مفيدا أنه اضطر إلى التنقل إلى هناك لإحضارها معه. وأضاف أنه بعد حلولهما بالعاصمة الإسماعيلية شرع في البحث معها عن سبب مغادرتها المنزل لتخبره والدتها أنها على علاقة غير شرعية مع أحد الأشخاص.
وحول المنسوب إليه أجاب أنه لاحظ أن أخته الضحية لا تعود إلى المنزل إلا في ساعات متأخرة من الليل وهي مرتدية لباسا مخلا بالحياء، ما أثار شكوكه، موضحا أنه يوم الواقعة حضرت أخته متأخرة كعادتها ولما استفسرها عن سبب التأخر أجابته بعبارة» كنت هنا وصافي»، لحظتها تأجج غضبه وثارت ثائرته ولم يشعر إلا وهو يستل سكينا من سترته التي كانت معلقة، ويعمد إلى طعنها بأنحاء متفرقة من جسدها إلى أن خارت قواها وسقطت أرضا، ليتركها مضرجة في دمائها ويغادر المنزل، مبرزا أنه لم تكن له نية إزهاق روح أخته، مبديا ندمه الشديد على ما صدر منه تجاه أخته الصغيرة التي كان يكن لها حبا خاصا، على حد قوله. وأثناء البحث معه إعداديا وتفصيليا من طرف الغرفة الأولى للتحقيق، جدد المتهم تصريحاته التمهيدية، موضحا أن ما بدر منه كان بطريقة لا إرادية ودون أن يتذكر عدد الطعنات التي وجهها لأخته، مضيفا أن السبب في إقدامه على ضربها هو تماديها في الخروج بلباس مخل بالحياء وعدم اكتراثها لنصائحه وتوجيهاته، الشيء الذي كان يقلق راحته.
واسترسالا في البحث تم الاستماع إلى والدة الضحية (ش.ب)، التي أكدت حضورها واقعة الاعتداء على ابنتها فحاولت التدخل لكن دون جدوى، مبرزة أن السبب في ذلك هو شك المتهم في سلوك أخته.
الكاتب : | خليل المنوني |
المصدر : | جريدة الصباح |
التاريخ : | 2015-02-28 23:43:13 |